المادة : تاريخ
الوحدة : الجزائر 1870- 1953
الوضعية الأولى: السياسة الاستعمارية وتجدد المقاومة الشعبية 1الكفاءة القاعدية: يستنتج التلميذ سياسة الاستعمار الهادفة إلى طمس مقومات الشخصية الوطنية ورد فعل الشعب الجزائري اتجاهها .
الإشكالية عملت السياسة الاستعمارية على القضاء على الجزائر أرضا وشعبا وهوية ، مستعملة القوة والقانون معا ، فما هي مظاهر هذه السياسة ؟ ، وما هي أهدافها ؟
1) مفهوم السياسة الاستعمارية: خطة اشتملت على جملة من الإجراءات المختلفة العسكرية والقانونية التي شملت المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، بهدف جعل الجزائر مقاطعة فرنسية وجزء لا يتجزأ من فرنسا .
2) أسس السياسة الاستعمارية وأساليبها:
أولا: في الميدان العسكري:
- الابادة الجماعية و الأرض المحروقة: انتهجت فرنسا سياسة حرب الإبادة الجماعية للسكان، و الأرض المحروقة لإتلاف أرزاقهم ، بهدف السيطرة و قهر أي نوع من المقاومة الشعبية .
ثانيا : في الميدان السياسي:
- الإدماج: إلحاق وإذابة الجزائر شعبا وأرضا في الكيان الفرنسي بـ :
- إجراءات قانونية ومن أشهرها: مرسوم 22جوان 1834 الذي يعتبر الجزائر مقاطعة فرنسية.
- سلب الجزائريين حقوقهم السياسية والاقتصادية (قانون الأهالي1871 )
- تجنيس (المعمرين) الأوربيين واليهود (قانون كريميو1870( ودعمهم ماديا ومعنويا
- الاستيطان: عمل الاستعمار على لإيجاد شعب فرنسي بالجزائر بتشجيع الفرنسيين والأوروبيين بالهجرة نحو الجزائر، ليحلوا محل الجزائريون الذين اعتبروا أهالي وجردوا من حقوقهم وهويتهم الوطنية بـ :
- تشجيع الاستيطان الأوربي بإقامة المستوطنات
- إخضاع الجزائريين إلى قانون الأهالي 1871
- عدم السماح للجزائريين بالتجنيس إلا بعد التخلي عن الشخصية الإسلامية.
ثالثا : في الميدان الاقتصادي:
- مصادرة الأراضي: تم ذلك بعدة أساليب منها : مصادرة الأراضي باسم القانون . استعمال مبدأ المصلحة العامة : مثل شق الطرق ، إقامة الجسور
- توجبه اقتصاد الجزائر لخدمة الاقتصاد الفرنسي
رابعا: في الميدان الاجتماعي:
التفقير : بـ
- الاستيلاء على ممتلكات الجزائريين : أراضي ، عقارات ...
- إرهاق الجزائريين بالضرائب المتنوعة
خامسا: في الميدان الثقافي:
الفرنسة والتنصير: محاولة مسخ مقومات الشخصية الوطنية العربية الإسلامية. من خلال أساليب متعددة:
- تحويل المساجد إلى كنائس وثكنات والاستيلاء على الأوقاف
- بناء أسقفية الجزائر 1838 ترأسها الكاردينال لا فيجري لتنصير الجزائريين
- القضاء على اللغة العربية وإحلال اللغة الفرنسية محلها في المعاملات الرسمية
- تشويه تاريخ الجزائر
في الميدان الاداري:
التنظيم الإداري: وضع نظام إداري ذو صبغة استعمارية تسلطية ، قسمت بموجبه الجزائر إلى ثلاث ولايات وإلى ثلاثة أنواع من البلديات: المدنية، والمختلطة والمكاتب العربية.
وقد مر النظام الإداري في الجزائر بمرحلتين:
- مرحلة غلب عليها الطابع العسكري من 1830 إلى 1870 مثله الجيش الفرنسي،
و مرحلة غلب عليها الطابع المدني بعد 1870 مثله المدنيون المستوطنون والمكاتب العربية .
أثار السياسة الاستعمارية :
- زوال مظاهر السيادة الجزائرية .
- تفكيك البنية الاقتصادية و الاجتماعية
-تفشي الأمية و الجهل
-نشر الخراب والدمار بسبب الحملات العسكرية و سياسة الأرض المحروقة
- فرنسة المحيط الجزائري
- هجرة الجزائريين إلى الخارج
الوحدة : الجزائر من 1870 إلى 1953
الوضعية التعلمية: السياسة الاستعمارية وتجدد المقاومة الشعبية 2
الكفاءة المستهدفة : يستنتج التلميذ سياسة الاستعمار الهادفة إلى طمس مقومات الشخصية الوطنية ورد فعل الشعب الجزائري اتجاهها .
الاشكالية : كان رد فعل الشعب الجزائري اتجاه سياسة الاستعمار هو الرفض ومقاومتها بكل ما أتيح له من قوة .
فما هي أشكال التي عبر بها عن رفضه ؟ وما هو تقيمنا للمقاومة الشعبية خلال الفترة الممتدة بين 1830 و1919م ؟
إن توقيع الداي حسين على معاهدة الاستسلام في 5 جويلية 1830، لم يكن يعني ذلك استسلام الشعب الجزائري، بل عبر عن رفضه للاحتلال الفرنسي وسياسته الاستعمارية بأشكال متنوعة : عسكرية، سياسية ، دينية، ثقافية...
1- المقاومة الشعبية المسلحة : لم تكن مقاومة الأمير عبد القادر وأحمد باي إلاّ البدايات الأولى للمقاومة الشعبية المسلحة، فقد شهدت الجزائر بين (1848- 1919) العديد من الثورات والانتفاضات قاربت 160 ثورة وانتفاضة . ورغم إخلاص هذه الثورات، وتقديمها تضحيات جسام فشلت في تحرير البلاد، وكان وراء ذلك جملة من العوامل نذكر منها:
- انعدام وحدة القيادة.
- فقدان الطابع الوطني الشامل.
- ضعف التخطيط والتنظيم.
- غياب الدعم والمساعدات الخارجية.
- التفوق العسكري للاستعمار الفرنسي على المقاومة.
إلاّ أنه من باب الإنصاف فإن هذه المقاومة حققت بعض الانتصارات والمتمثلة:
- إبقاء على روح المقاومة واستمرار الرفض الشعبي للوجود الاستعماري
- عرقلة السياسة الاستعمارية في تحقيق أهدافها الاستدمارية.
2- المقاومة السلمية (السياسية الفكرية):هي مقاومة اتخذت من الوسائل السياسية والفكرية سلاحا لمواجهة الاحتلال الفرنسي ، قاد هذا النوع من المقاومة منذ اللحظات الأولى للاحتلال الفرنسي حمدان خوجة بتأسيسه أول حزب وطني عرف بلجنة المغاربة وتمثل نشاطه الحزب في بعث العرائض والمطالب إلى السلطات الفرنسية ، ومذكرا ببنود معاهدة الاستسلام، وشارحا أصناف الظلم الذي تعرض له الجزائريين من جراء الاحتلال ، ومطالبا بالجلاء الفوري للجيش الفرنسي.
لكن جهود هذه المقاومة السياسية السلمية وجدت مواجهة عنيفة من طرف الاستعمار الفرنسي، فاضطهدهم ونفاهم من الجزائر.إلاّ أنهم تركوا بذورا لأفكارهم سوف تستغلها المقاومة الشعبية الوطنية بعد فشل الأسلوب المسلح في أواخر القرن 19م ومطلع القرن 20م، عندما يغلب عليها الطابع السياسي الفكري ممثلة في اتجاهين بارزين:
أ- كتلة المحافظين:
- أخذت إسمها من فكرة أن المحافظة على المقومات الشخصية الوطنية هي الضامن في الوقت الحالي في الانتصار على الاستعمار الفرنسي،
- فعارضوا التجنيس و الإدماج والتجنيد الإجباري في الجيش الفرنسي،
- اتخذوا من التعليم والصحافة والتأليف وسائل لتعبير عن أرائهم،
- أبرز زعمائها عبد القادر المجاوي ،عبد الحليم بن سماية ، مولود بن موهوب ، حمدان لونيسي.
ب- جماعة النخبة:
- فئة من الجزائريين تحصلت على ثقافة فرنسية عالية،
- تضم معلمين، ومحامين، وأطباء، وصيادلة،
دعوا إلى التجنيس والإدماج والمساواة في الحقوق والواجبات مع الاحتفاظ بالشخصية الإسلامية.
- أبرز زعمائها الأمير خالد، ابن تهامي، ابن جلول.
3- وسائل المقاومة الفكرية:
- الصحافة: صحيفة الجزائر 1908 ، الفاروق 1913 .
- الجمعيات والنوادي: الجمعية الراشيدية 1902، الجمعية التوفيقية 1908، نادي صالح باي 1909.